أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

الأمانة

 

 

الأمانة

 

الأمانة حمل ثقيل يُشغل الذمة والقلب ولا يمكن للإنسان أن يشعر بالراحة أو يهدأ له بال إلا إذا أرجع الأمانة إلى أهلها إن كان ممن يحفظ الأمانة ويخشى الله تعالى، أما إذا لم يخف من ربه فإنه لن يبالي بثقلها وأعبائها، وقد صوّر لنا القرآن ثقل الأمانة والمشقة النفسية في حملها حيث يقول(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) وفي هذا الشأن العظيم يقول أمير المؤمنين: ثم أداءُ الأمانة فقد خاب من ليس من أهلها إنها عُرضت على السموات المبنية والأرضين المدحوة والجبال ذات الطُّول المنصوبة فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها ولو امتنع شيءٌ بطولٍ أو عرض أو قوة أو عز لامتنَعنَ ولكن أشفقن من العقوبة وعَقَلنَ ما جهِل من هو أضعف منهن وهو الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا: فالإنسان الذي يخون الأمانة لا يكون من المؤمنين حيث جعل الله حفظ الأمانة وإرجاعها إلى أصحابها من علامات أهل الإيمان حيث يقول في محكم كتابه(والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون) ويقول رسول الله: لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة: ويقول علي: أفضل الإيمان الأمانة: ويقول الباقر: ثلاثٌ لم يجعل الله عز وجل لأحدٍ فيهن رخصة، أداء الأمانة إلى البَر والفاجر، والوفاء بالعهد للبَر والفاجر، وبرُ الوالدين بَرَّين كانا أو فاجرين: ويقول الصادق: أنظر ما بلغ به علي عند رسول الله فالزَمهُ فإن علياً إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله بصدق الحديث وأداء الأمانة: وقال: إتقوا الله وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم فلو أن قاتل أمير المؤمنين ائتمنني على أمانة لأديتها إليه: ويقول علي: أدوا الأمانة ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء: ومن هنا نجد الرسول قد سلب الإيمان عمن لا أمانة له فقال: لا إيمان لمن لا أمانة له: ويقول علي: من لا أمانة له لا إيمان له: وأداء الأمانة لها آثار كريمة في الدنيا والآخرة فهي توصل إلى الصدق وتزيد في الرزق، فقد قال علي: الأمانة تؤدي إلى الصدق: وقال: الأمانة تجر الرزق والخيانة تجر الفقر: وفي وصية لقمان الحكيم لولده: يا بني أدِّ الأمانة تسلم لك دنياك وآخرتُك وكن أميناً تكن غنياً:

وعلى من يريد وضع أمانة عند أحد أن يختار الأمين كما كان العرب في الجاهلية يضعون أماناتهم عند محمد ابن عبد الله فإذا وضعت أمانتك عند غير الأمين فليس لك ضمانٌ عند الله لقول رسول الله: من ائتمن غيرَ أمين فليس له على الله ضمان لأنه قد نهاه أن يأتمنه:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى